الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد
.تفسير الآية رقم (10): {قَآئِلٌ} {غَيَابَةِ} {فَاعِلِينَ} (10)- فَقَالَ أَحَدُهُمْ، لا تَبْلُغُوا فِي كُرْهِكُمْ يُوسُفَ حَدَّ القَتْلِ، وَاكْتَفُوا بِإِلْقَائِهِ فِي أَعْمَاقِ بِئْرٍ (غَيَابَةِ الجُبِّ)، فَتَمُرُّ قَافِلَةٌ مِنَ المُسَافِرِينَ، مِمَّنْ أَلِفُوا الاسْتِقَاءَ مِنْ هذِهِ البِئْرِ، فَتَلْتَقِطُهُ، وَتَأْخُذُهُ بَعِيداً، فَتَرْتَاحُونَ مِنْهُ بِدُونِ ارْتِكَابِ جَرِيمَةِ قَتْلِ أَخِيكُمْ، هَذَا إِنْ كُنْتُمْ مُصِرِّينَ عَلَى أَنْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ. وَبِمَا أَنَّ مَشِيئَةَ اللهِ قَضَتْ بِأَنْ يَكُونَ يُوسُفُ ذَا شَأْنٍ عَظِيمٍ فَقَدْ قَبِلَ الآخَرُونَ الاقْتِرَاحَ، لِيَبْلُغَ الكِتَابُ أَجَلَهُ. غَيَابَةِ الجُبِّ- مَا غَابَ وَأَظْلَمَ مِنْ قَعْرِ الجُبِّ. السَّيَّارَةِ- المُسَافِرِينَ. .تفسير الآية رقم (11): {ياأبانا} {لَنَاصِحُونَ} (11)- وَبَعْدَ أَنِ اتَّفَقُوا عَلَى الخُطَّةِ، جَاؤُوا إلى أبِيهِمْ يَعْقُوبَ، عَلَيهِ السَّلامُ، يَسْأَلُونَهُ أَنْ يَعْهَدَ إِلَيهِمْ بِأَخِيهِمْ يُوسفُ، لِيُنَفِّذُوا فِيهِ مَا اسْتَقَرَّ عَلَيهِ رَأْيُهُمْ مِنْ إِلْقَائِهِ فِي البِئْرِ، وَهُمْ يَتَطَاهَرُونَ بِالنُّصْحِ وَالمَحَبَّةِ لأَخِيهِمْ يُوسُفَ. .تفسير الآية رقم (12): {لَحَافِظُونَ} (12)- وَقَالُوا لأَبِيهِمْ: لِمَاذَا لا تَأَمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَنَحْنُ لَهُ نَاصِحُونَ؟ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً إِلَى البَرِّيَّةِ لِيَسْتَمْتِعَ بِرِفْقَتِنَا وَيَلْعَبَ، وَإِنَّنَا نَتَكَفّّلُ بِحِفْظِهِ وَرِعَايَتِهِ. يَرْتَعْ- يَتَّسِعْ فِي أَكْلِ مَا لَذَّ وَطَابَ. يَلْعَبْ- يُسَابِقْ وَيَرْمِ بِالسِّهَامِ. .تفسير الآية رقم (13): {غَافِلُونَ} (13)- قَالَ يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ: إِنَّهُ لَيَشُقُّ عَلَيْهِ مُفَارَقَةُ يُوسُفَ مُدَّةَ ذَهَابِهِمْ بِهِ لِلرَّعْيِ لِفَرْطِ تَعَلُّقِهِ بِهِ، وَلِمَا يَتَوَسَّمُهُ فِيهِ مِنَ الخَيْرِ العَظِيمِ، ثُمَّ إِنَّهُ يَخْشَى أَنْ يَنْشَغِلُوا عَنْهُ فَيَأَتِيَهُ الذِئْبُ وَيَأْكُلَهُ، وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ. .تفسير الآية رقم (14): {لَئِنْ} {لَّخَاسِرُونَ} (14)- فَرَدُّوا عَلَى أَبِيهِمْ قَائِلِينَ: إِنَّهُمْ عُصْبَةٌ وَافِرَةُ العَدَدِ، فَإِذَا تَمَكَّنَ الذِئْبُ مِنْ أَكْلِ أَخِيهِمْ يُوسُفَ وَهُوَ فِي حِرَاسَتِهِمْ فَإِنَّهُمْ يَكُونُونَ خَاسِرِينَ عَاجِزِينَ لا غَنَاءَ فِيهِمْ. .تفسير الآية رقم (15): {غيابت} (15)- فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ بَعِيداً عَنْ أَبِيهِ، وَعَزَمُوا عَزْماً أَكِيداً عَلَى أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ، أَتَوْا بِهِ إِلَى البِئْرِ، فَرَبَطُوهُ بِحَبْلٍ، وَدَلَّوْهُ فِيهَا إِلَى قَاعِهِا (غَيَابَةِ الجُبِّ). وَيَقُولُ تَعَالَى إِنَّهُ أَوْحَى، وَحْيَ إِلْهَامٍ، إِلَى يُوسُفَ، وَهُوَ فِي تِلْكَ الحَالِ مِنَ الكَرْبِ وَالضِّيقِ، تَطْيِّيباً لِقَلْبِهِ، وَتَثْبِيتاً لَهُ: أَنْ لا تَحْزَنْ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ مِنَ الكَرْبِ وَالشِّدَّةِ، فَإِنَّ لَكَ مِنْ ذَلِكَ مَخْرَجاً حَسَناً، وَسَيَنْصُرُكَ اللهُ، وَيُعْلِي قَدْرَكَ، وَيَرْفَعُكَ دَرَجَةً، وَسَتُخْبِرُ إِخْوَتَكَ بِمَا فَعَلُوا مَعَكَ مِنْ سُوءِ الصَّنِيعِ، وَهُمْ لا يَعْرِفُونَكَ، وَلا يَشْعُرُونَ بِكَ، لأَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُمْ تَخَلَّصُوا مِنْكَ. أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ- عَزِمُوا وَصَمَّمُوا. .تفسير الآية رقم (16): {وجآءوا} (16)- وَبَعْدَ أَنْ أَلْقَوْا يُوسُفَ فِي الجُبِّ رَجَعُوا فِي ظُلْمَةِ الليْلِ، وَقْتَ العِشَاءِ، إِلَى أَبِيهِمْ وَهُمْ يَبْكُونَ وَيُظْهِرُونَ الجَزَعَ وَالحُزْنَ عَلَى يُوسُفَ. .تفسير الآية رقم (17): {ياأبانآ} {مَتَاعِنَا} {صَادِقِينَ} (17)- وَقَالُوا لأَبِيهِمْ مُعْتَذِرِينَ عَمَّا وَقَعَ: إِنَّهُمْ ذَهَبُوا يَتَسَابَقُونَ فِي الرَّمِي، وَتَرَكُوا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِهِمْ لِيَحْرُسَهُ، فَأَكَلَهُ الذِئْبُ، ثُمَّ قَالُوا لَهُ: إِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّكَ لا تُصَدِّقُنا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ فِيمَا نَقُولُ، فَكَيْفَ وَأَنْتَ تَتَّهِمُنَا فِي ذَلِكَ، لأَنَّكَ خَشِيتَ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِئْبُ فَأَكَلَهُ، فَأَنْتَ مَعْذُورٌ فِي تَكْذِيبِكَ إِيَّانَا. نَسْتَبِقُ- نَنْتَضِلُ بِالسِّهَامِ. مَتَاعِنَا- ثِيَابِنَا وَعُدَّتِنَا. .تفسير الآية رقم (18): {وَجَآءُوا} (18)- وَيُقَالُ إِنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ عَمَدُوا إِلَى جَدْيٍ فَذَبَحُوهُ، وَلَطَّخُوا بِدَمِهِ ثِيَابَ يُوسُفَ التِي حَمَلُوهَا إِلَى أَبِيهِمْ لِيُوهِمُوهُ أَنَّ هذا هُوَ قَمِيصُهُ الذِي أَكَلَهُ الذِئْبُ وَهُوَ يَلْبِسُهُ. وَيُقَالُ إِنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ نَسُوا أَنْ يَخْرِقُوا القَمِيصَ، لأنَّ الذِئْبَ لَوْ أَكَلَهُ لَمَزَّقَ ثِيَابَهُ. وَلاحَظَ نَبِيُّ اللهِ يَعْقُوبُ ذَلِكَ، فَأَدْرَكَ أَنَّ أَوْلادَهُ كَاذِبُونَ، فَقَالَ لَهُمْ مُكَذِّباً: بَلْ حَسَّنَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرَ الجَرِيمَةِ، وَسَهَّلَتْهُ عَلَيْكُمْ، فَارْتَكَبْتُمْ أَمْراً مُنْكَراً، فَسَأَصْبِرُ صَبْراً جَمِيلاً لا شَكْوَى فِيهِ عَلَى مَا اتَّفَقْتُمْ عَلَيْهِ، حَتَّى يُفَرَّجَهُ اللهُ بِكَرَمِهِ وَمِنِّهِ، وَاللهُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَذْكُرُونَ مِنَ الكَذِبِ وَالبُهْتَانِ. سَوَّلَتْ لَكُمْ- زَيََّنَتْهُ لَكُمْ وَسَهَّلَتِ ارْتِكَابَهُ عَلَيْكُمْ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ- لا شَكْوَى فِيهِ لِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى. مَا تَصِفُونَ- مَا تَذْكُرُونَ مِنَ الكَذِبِ وَالبُهْتَانِ. .تفسير الآية رقم (19): {يابشرى} {غُلامٌ} {بِضَاعَةً} (19)- وَمَرَّتْ بِالبِئْرِ قَافِلَةٌ (سَيَّارَةٌ) مُجْتَازَةٌ فَأَرْسَلُوا رَجُلاً مِنْهُمْ إِلَى البِئْرِ لِيَسْتَقِي لَهُمُ المَاءَ، فَأَدْلَى دَلْوَهُ فِي البِئْرِ، فَتَعَلَّقَ يُوسُفُ بِالدَّلْوِ، فَأَخْرَجَهُ الرَّجُلُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الوَارِدِينَ عَلَى المَاءِ، وَاسْتَبْشَرُوا بِرِؤْيَتِهِ، وَعَادُوا إِلَى القَافِلَةِ بِهِ، وَقَالُوا لِمَنْ مَعَهُمْ إِنَّهُمْ اشْتَرَوْهُ مِنْ وَارِدِينَ عَلَى المَاءِ لِكَيْلا يُشَارِكُهُمُ الآخَرُونَ مِنْ رِفَاقِهِمْ فِي القَافِلَةِ فِيهِ إِنْ عَلِمُوا حَقِيقَةَ خَبَرِهِ. وَأَخْفَوْهُ عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ لِكَيْلا يَدَّعِيهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ المَكَانْ، لِيَكُونَ بِضَاعَةً مِنْ جُمْلَةِ تِجَارَتِهِمْ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ كَانُوا يُرَاقِبُونَ البِئْرَ لِيَعْلَمُوا مَا الذِي سَيَكُونُ عَلَيهِ حَالُ يُوسُفَ، وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَذَكَرُوا خَبَرَهُ لِوَارِدِها، فَنَادَى أَصْحَابَهُ وَقَالَ: يَا بُشْرَى هَذا غُلامٌ يُبَاعُ، فَبَاعَهُ إِخْوَتُهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ قَلِيلٍ إِلَى وَارِدِ السَّيَّارَةِ، وَلَمْ يَقُولُوا إِنَّهُ أَخُوْهُمْ، وَلَمْ يَقُلْ هُوَ إِنَّهُمْ إِخْوَتُهُ، مُفَضِّلاً الرِّقَّ وَالبَيْعَ عَلَى أَنْ يَقْتُلَهُ إٍخْوَتُهُ، وَكَانَ الإِخْوَةُ مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي يُوسُفَ وَلَوْ سَأَلَهُمْ أَحَدٌ أَنْ يُعْطُوهُ إِيَّاهُ بِغَيْرِ ثَمَنٍ لَفَعَلُوا). سَيَّارَةٌ- رِفْقَةٌ مُسَافِرُونَ مِنْ مَدْيَنَ إِلَى مِصْرَ. فَأَدْلَى دَلْوَهُ- فَأَرْسَلَ دَلْوَهُ فِي الجُبِّ. أَسَرُّوهُ بِضَاعَةً- أَخْفَاهُ الوَارِدُ عَنْ أَصْحَابِهِ فِي القَافِلَةِ، أَوْ أَخْفَى إٍخْوَتُهُ أَمْرَهُ لِيَكُونَ مَتَاعاً لِلتِّجَارَةِ (بِضَاعَةً). .تفسير الآية رقم (20): {دَرَاهِمَ} {الزاهدين} (20)- وَبَاعَهُ رِجَالُ السَّيَّارَةِ فِي مِصْرَ بِثَمَنٍ بَخْسٍ قَلِيلٍ نَاقِصٍ، عَنْ ثَمَنِهِ الحَقِيقِي، وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ دَرَاهِمَ مَعْدُودَاتٍ (وَكَانُوا قَدِيماً يَعُدُّونَ ثَمَنَ مَا يَشْتَرُونَ عَدّاً إِذَا لَمْ يَبْلُغِ المَبْلَغُ الأُوِقِيَّةَ- أَيْ أَرْبَعِينَ دِرْهَماً- أَمَّا إِذَا جَاوَزَ المَبْلَغُ الأَرْبَعِينَ دِرْهَماً فَكَانُوا يَدْفَعُونَهُ بِالمِيزَانِ). وَكَانَ الذِينَ بَاعُوهُ يَرْغَبُونَ فِي الخَلاصِ مِنْهُ لِئَلا يَظْهَرَ مَنْ يُطَالِبُهُمْ بِهِ، لأَنَّهُ حُرٌّ، وَلِذَلِكَ قَنَعُوا بِالثَّمَنِ البَخْسِ. شَرَوْهُ- بَاعُوهُ. بِثَمَنٍ بَخْسٍ- نَاقِصٍ عَنِ القِيمَةِ نَقْصاً ظَاهِراً. .تفسير الآية رقم (21): {اشتراه} {مَثْوَاهُ} (21)- يَقُولُ تَعَالَى: إِنَّ السَّيَّارَةِ بَاعَتْ يُوسُفَ لِرَجُلٍ مِنْ مِصْرَ (هُوَ عَزِيزُهَا أَو الوَزِيرِ الأَوَّلِ فِيهَا) فَأَكْرَمَهُ هَذا الرَّجُلِ، مُتَوًّسِماً فِيهِ الخَيْرَ، وَأَوْصَى أَهْلَهُ بِهِ. وَهَكَذَا مَكَّنَ اللهُ لِيُوسُفَ فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَعَلَّمَهُ تَعْبِيرُ الرُّؤْيَا (تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ)، وَاللهُ إِذَا أَرَادَ أَمْراً فَلا يُرَدُّ وَلا يُمَانَعُ، بَلْ هُوَ الغَالِبُ لِمَا سِوَاهُ، وَالفَعَّالُ لِمَا يَشَاءُ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ حِكْمَتَهُ فِي خَلْقِهِ، وَتَلَطُّفُهُ فِي فِعْلِهِ مَا يُرِيدُ. أَكْرِمِي مَثْوَاهُ- اجْعَلِي مَحَلَّ إِقَامَتِهِ كَرِيماً مُرْضِياً. غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ- لا يَقْهَرُهُ شَيْءٌ وَلا يَدْفَعُهُ عَنْهُ أَحَدٌ. .تفسير الآية رقم (22): {آتَيْنَاهُ} (22)- وَلَمَّا اسْتَكْمَلَ يُوسُفُ عَقْلَهُ، وَتَمَّ خَلْقُهُ (بَلَغَ أَشُدَّهُ)، آتَاهُ اللهُ النُّبُوَّةَ (حُكْماً وَعِلْماً)، وَحَبَاهُ بِهَا، مِنْ بَيْنِ أُولئِكَ القَوْمِ، فَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ مُحْسِناً فِي عَمَلِهِ، عَامِلاً بِطَاعَةِ رَبِّهِ، وَكَذَلِكَ يَجْزِي اللهُ المُحْسِنِينَ. بَلَغَ أَشُدَّهُ- بَلَغَ مُنْتَهَى قُوَّةِ جِسْمِهِ. .تفسير الآية رقم (23): {وَرَاوَدَتْهُ} {الأبواب} {الظالمون} (23)- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عَنْ مُحَاوَلَةِ امْرَأَةِ العَزِيزِ- التِي أَوْصَاهَا زَوْجُهَا بِيُوسُفَ- اسْتِغَوَاءَهُ، وَطَلَبِهَا مِنْهُ فِعْلَ الفَاحِشَةَ، بَعْدَ أَنْ أَحَبَّتْهُ حُبّاً شَدِيداً، لِجَمَالِهِ وَبَهَائِهِ، فَحَمَلَهَا ذَلِكَ عَلَى أَنْ تَجَمَّلَتْ لَهُ ذَاتَ يَوْمٍ وَأَغْلَقَتِ الأَبْوَابَ، وَدَعَتْهُ إِلَى نَفْسِهَا، قَائِلَةً لَهُ: (هِيتَ لَكَ- أَيْ هَلُمَّ إِلَيَّ)، فَامْتَنَعَ يُوسُفُ عَنِ الاسْتِجَابَةِ إِلَيْهَا، وَقَالَ لَهَا إِنَّ بَعْلَكِ هُوَ سَيِّدُ البَيْتِ الذِي أُقِيمُ فِيهِ (رَبِّي)، وَقَدْ أَحْسَنَ إِلَيَّ، فَلا يَنْبَغِي لِي أَنْ أُقَابِلَهُ عَلَى ذَلِكَ بِفِعِلِ الفَاحِشَةِ مَعْ أَهْلِهِ. وَالظَّالِمُونَ النَّاكِرُونَ لِلْجَمِيلِ لا يُفْلِحُونَ أَبَدَاً. رَاوَدَتْهُ- تَمَحَّلَتْ لِمُوَاقَعَتِهِ إِيَّاهَا. هِيتَ لَكَ- هَلُمَّ إِلَيَّ، أَسْرِعْ. مَعَاذَ اللهِ- أَعُوذُ بِاللهِ مِمَّا دَعَوْتَنِي إِلَيْهِ.
|